هناك منزل في شارعنا اعتاد مالكه على تأجيره منذ اربعين
عاما , منذ ان انتحرت شقيقته فيه بحرقها لنفسها في الحمام لسبب لا يعلمه
سوى الله. و في ثمانينات القرن المنصرم , استأجرت احدى العوائل ذلك المنزل و
اصبح ابنهم ياسر صديقا لي. في احدى ليالي , كنا عدة اصدقاء مراهقين نجلس
في احدى زوايا الحي نتحدث عن قصص الجن و الاشباح المخيفة , كنا نحاول ان
نخيف بعضنا البعض الاخر و نضحك على من يبدو خائفا اكثر , لكن في تلك الليلة
لم نضحك كالمعتاد لأننا جميعا شعرنا بالخوف مما حدثنا به صديقنا ياسر ,
فقد اقسم بأن هناك شبح او جني في منزلهم لفتاة محترق نصف وجهها و ملابسها
ممزقة و محروقة ايضا و قال انه شاهدها بنفسه عدة مرات و انها تتعمد ايذائهم
بأصوات خطواتها و آهاتها المكتومة و احيانا تقوم بأنارة الاضواء او فتح
صنابير المياه.
لم تمر مدة طويلة على ذلك الحديث حتى تركت عائلة ياسر المنزل و حلت مكانهم
عائلة مستأجرة اخرى لم تلبث ان غادرته هي الاخرى بعد ان اصيبت احدى بناتهم
بالجنون و سمعنا من البعض ان الجن قد تلبسها. ثم استأجرت المنزل عائلة اخرى
لأعوام طويلة و لم نسمع منهم اي شيء عن شبح او جني حتى نسينا القصة
بالكامل و حتى غادرت تلك العائلة المنزل و حلت مكانها عائلة اخرى منذ قرابة
العام.في زيارتي الاخيرة لمنزل اهلي , حيث تعودت ان اقضي عطلة نهاية الاسبوع معهم , حدثتني امي عن امر اثار شيء من الاستغراب و الخوف في نفسي , فقد اخبرتني ان جاراتنا التي تسكن في المنزل الذي حدثتكم عنه اتت اليها لتسألها , بأعتبار عائلتنا من اقدم القاطنين في الحي , عن حقيقة قصة الفتاة المنتحرة في منزلهم , و حين سألتها امي عن سبب سؤالها اقسمت جارتنا بأنها و افراد عائلتها الاخرين يشاهدون شبح فتاة محروقة تتجول في منزلهم و انها تقوم بأيذائهم منذ فترة من الزمن و انهم يفكرون جديا بترك ذلك المنزل.
قد تبدو القصة غريبة و انا شخصيا حاولت تفسيرها بالهلوسة , لكن ان تتكرر روايتها من قبل اشخاص مختلفين و على مدى سنوات طويلة فذلك ما لا افهمه و لا اجد له تفسيرا و يبقى الله وحده هو العالم بحقيقة ما يحدث في ذلك المنزل.
اياد -العراق
افلا تعلمون ان العقل البشري يستطيع ان يجسد لك شيئا فتحسبه واقعا
ردحذفاما هذه القصة فلا تستند الى المنطق ، بحيث القاعدة تقول بأن الانسان لا يمكنه ان يرى الجن او الارواح او الملائكة ،لان هناك طبقة على العين تمنعه ،فلن تزال الى حين موته،