الخميس، 28 فبراير 2013

فيلم the sixth scence الحاسة السادسة

يعد فلم "The Sixth Sense " واحدا من أروع الأفلام التي علقت بذهن عشاق السينما عموما، والمولعين بسينما الرعب خصوصا. وتكمن روعته في مداعبته لأوتار قلقة ومتوجسة، وأفكار مشوشة ومرتبكة، تضطرب بعنف في نفس كل منا متى ما تعلق الأمر بالموت وما يجري بعده، وقد أجاد صناع الفلم في العزف على تلك الأوتار ببراعة كبيرة لأنهم لم يحصروا تركيزهم في نطاق إثارة مكامن الخوف والهلع في نفوس المشاهدين، وإنما قدموا مزيجا رائعا متجانسا من الخوف والترقب والخسارة والحزن والإيمان والحب والأمل .. وألبسوا كل ذلك ثوبا إنسانيا قلما عرفناه ولمسناه في أفلام رعب أخرى تطرقت لموضوعة الموت والأشباح، فجعلونا نعيد التفكير في طبيعة العلاقة بين عالمي الموتى والأحياء، وفيما يجري ويدور حولنا، وفي حقيقة ما تراه أبصارنا وما لا تراه. 

مخرج الفلم نايت شيامالان
وقد أنعكس كل ذلك إيجابا على أداء الفلم في شباك التذاكر، فالفلم الذي تكلف 40 مليون دولار حقق مبيعات قدرها 673 مليون دولار. وحصل على إشادة واسعة من قبل النقاد والصحفيين، وتم ترشيحه لست جوائز أوسكار، غير أنه لم يفز بأي منها.
وقد لا يختلف كل من شاهد الفلم في أن قوته تكمن بالدرجة الأساس في السيناريو الذي كتبه المؤلف والمخرج القدير نايت شيامالان، فهو سيناريو بسيط وغير معقد، يتدرج معك في عرض تفاصيل القصة، ويفاجئك دوما بأمور غير متوقعة، وصولا إلى خاتمة قوية ومؤثرة أبدع الممثل بروس ويليس في أداءها أيما إبداع. وقد جاء الأداء المؤثر والقوي للطفل الموهوب هالي أوزمنت ليكون ثالث أثافي تألق ونجاح الفلم.

قصة الفلم

الطبيب كرو وزوجته يفاجئان بوجود شخص آخر في المنزل ..
الطبيب النفسي مالكوم كرو (بروس ويليس) وزوجته آنا (أوليفيا ويليمز) يعودان إلى منزلهما بعد قضاء أمسية احتفالية أقيمت على شرف الطبيب كرو تكريما لجهوده الطويلة في معالجة الأطفال نفسيا. الزوجان يخططان لسهرة منزلية مفعمة بالحب والرومانسية، لكنهما يكتشفان بأنهما ليسا لوحدهما في المنزل، ففي الحمام المرفق بحجرة النوم يظهر فجأة شاب عاري من الملابس تقريبا وهو في قمة الغضب والاضطراب، وسرعان ما يتضح للطبيب كرو بأن هذا الشاب هو أحد مرضاه السابقين وأسمه فنسنت، فيحاول عبثا أن يهدئ من روعه ويمتص غضبه، لكن فنسنت يلوم الطبيب كرو بشدة لفشله في مساعدته حينما كان يعالجه في طفولته، وفي ثورة غضبه يطلق النار على الطبيب كرو فيصيبه في بطنه ثم ينتحر بإطلاق النار على رأسه. آنا تهرع لمساعدة زوجها المصاب الذي يتألم لبرهة ثم سرعان ما يغادره الألم فجأة ويشعر بالراحة والسكينة.
الطبيب كرو يحاول كسب ثقة الطفل كول ..
بعد عام على الحادث نشاهد الطبيب كرو جالسا على مقعد في ساحة عامة وهو يراقب منزلا أمامه ويحمل بيده أوراقا تتضمن معلومات عن طفل في التاسعة من عمره يعاني من الهلوسة والانعزال، وهي ذات الأعراض التي كان فنسنت يعاني منها في طفولته. والظاهر أن الطبيب كرو مهتم بمعالجة هذا الطفل المدعو كول (هالي أوزمنت) تكفيرا عن ذنبه وفشله في مساعدة فنسنت. وبعد فترة قصيرة يظهر طفل صغير عند باب ذلك المنزل، يقف لبرهة مترددا ومتوجسا، ثم ينسل راكضا نحو إحدى الكنائس القريبة، فيلحقه الطبيب كرو إلى هناك ويشرع في مبادلته الحديث محاولا كسب ثقته.
تطارده الأشباح ..
في المنزل، يبدو الطبيب كرو حزينا، فعلاقته مع زوجته آنا تبدو سيئة، فنراها تتجاهله ولا ترد عليه حين يكلمها، وتبدأ بالميل عاطفيا لزميل لها في العمل، وهذه الأمور تحز في نفس الطبيب كرو فيحاول أن يشغل نفسه عنها بالتركيز على عمله مع الطفل كول، وفعلا ينجح في كسب ثقة الطفل بالتدريج ويجعله يبوح له بأسباب خوفه وقلقه الدائم. كول يخبر الطبيب كرو بأنه يستطيع مشاهدة الأشباح والتكلم معها، وبأنها تتبعه في كل مكان وتسبب له الرعب والأذى، وبأن هذه الأشباح لا تدرك بأنها ميتة ولا يمكنها رؤية بعضها، فهي لا ترى سوى ما تريد أن تراه.
يعطي الشريط لوالد كيرا ..
الطبيب كرو يعتبر كلام كول دليلا على اضطرابه النفسي. لكنه يغير رأيه لاحقا بعد مراجعته لأشرطة صوتية قديمة كان قد سجلها لجلسات العلاج النفسية لفنسنت، والذي كان هو الآخر يزعم بأن الأشباح تطارده، فمن خلال تضخيم الصوت يكتشف الطبيب كرو وجود صوت خافت لشخص ما يبدو بأنه يتحدث إلى فنسنت، على الرغم من أن فنسنت كان يجلس وحيدا حينها في عيادة الطبيب كرو. وهكذا يقتنع الطبيب كرو بحقيقة وصدق مزاعم كول ويسعى لمساعدته في التخلص من الأشباح، فيطلب إليه محادثتها لمعرفة طبيعة الأمور التي تبقيها عالقة في عالم الأحياء. وبالفعل يتغلب كول على خوفه ويبدأ في التكلم إلى الأشباح محاولا حل قضاياها العالقة، وأولى تلك القضايا التي يسعى لحلها هي قضية فتاة صغيرة تدعى كيرا كانت زوجة أبيها تدس محلول التنظيف القاتل في طعامها مما تسبب بموتها، ولم تكتف زوجة الأب الشريرة بقتل كيرا، بل راحت تدس السم لشقيقتها الصغرى. كول والطبيب كرو يذهبان إلى منزل كيرا خلال مراسم العزاء ويصعدان إلى غرفتها في الطابق الثاني حيث يظهر شبحها ليعطي كول صندوقا خشبيا صغيرا يحتوي على شريط فيديو تظهر خلاله زوجة أبيها وهي تدس المحلول السام في طعامها. كول ينزل إلى البهو بحثا عن والد كيرا ليسلمه الشريط، فيقوم الوالد المكلوم بتشغيل الشريط على الفور ليكتشف هول الجريمة البشعة التي اقترفتها زوجته بحق أبنتيه.
كول يخبر أمه بأنه يستطيع مشاهدة الأشباح ..
خوف كول من الأشباح يبدأ بالتناقص تدريجيا، فيشعر الطبيب كرو بأن مهمته قد أنجزت، ويذهب لوداعه. وخلال لقائهما الأخير ينصحه كول بالتحدث إلى زوجته آنا خلال نومها، لأنها هكذا سوف تسمعه وترد عليه من دون أن تعرف. ولاحقا من نفس ذلك اليوم يصارح كول أمه عن رؤيته للأشباح وذلك أثناء عودتهما بالسيارة إلى البيت، إذ يقع حادث مروري مروع يؤدي إلى قطع السير في الشارع، وخلال انتظارهما في السيارة يخبر كول أمه بأن هناك سيدة ماتت جراء الحادث، فتتعجب أمه من قدرة كول على رؤية السيدة الميتة فيما هما ينتظران في سيارتهما في مكان بعيد نسبيا عن مكان الحادث، فيخبرها كول بأن السيدة الميتة تقف الآن بجوار نافذة السيارة ويصارحها بقدرته على رؤية الأشباح والتواصل معها. الأم تشعر بالخوف ولا تصدق كلام أبنها للوهلة الأولى، لكن كول يثبت لها حقيقة كلامه من خلال أمور قالتها له جدته الميتة وطلبت منه إيصالها لأمه، وهي أمور خاصة لم يكن لأحد ما عدا الأم والجدة أن يعلم بها.
الطبيب كرو يتحدث الى زوجته النائمة ..
الطبيب كرو يعود إلى منزله ليجد زوجته آنا نائمة على الأريكة أمام التلفاز الذي كان يعرض شريطا مسجلا لحفل زفافهما، كرو يجلس بالقرب من زوجته النائمة ويبدأ في مناجاتها، فيفاجأ في أنها تستطيع سماعه والتجاوب معه تماما كما أخبره كول. آنا تتكلم خلال نومها وتعاتب زوجها على تركه لها، فيتعجب كرو من ذلك ويخبرها بأنه لم يتركها، لكنه لا يكاد يتم جملته حتى يسقط خاتم زواجه أرضا من يد آنا، فينظر كرو إلى يده ويكتشف بأنه فعلا لم يعد يرتدي خاتم الزواج، وترن في رأسه فجأة عبارة كول حول رؤيته للأموات طوال الوقت، وبأن أولئك الأموات لا يرون إلا ما يريدون رؤيته، ثم يبدأ في تذكر مجريات الأحداث التي وقعت بعد إطلاق فنسنت النار عليه .. يتذكر إصابته وسقوطه وزوال الألم فجأة، يتذكر عدم قدرته على القيام بأمور بسيطة مثل فتح باب المخزن أسفل السلم، يتذكر بأنه طوال الفترة التي تلت الحادث لم يكن يتكلم إلا مع نفسه وبأن جميع من حوله كانوا على ما يبدو لا يسمعونه ويتجاهلونه ...  وهكذا تتكشف بالتدريج الحقيقة المرة والمرعبة، فيدرك الطبيب كرو أخيرا بأنه ميت، وبأنه فارق الحياة بعدما أطلق فنسنت النار عليه، وهذا يفسر قدرة كول على رؤيته والتواصل معه فيما لم يستطع الآخرون ذلك .. فهو لم يكن سوى شبح!.
الطبيب كرو يجلس إلى جوار زوجته النائمة للمرة الأخيرة وقد أدرك حقيقة موته، يخاطبها قائلا بأنه سيرحل الآن بعد أن أنهى الأمور العالقة التي كانت تمنعه من المغادرة، الأمر الأول هو مساعدة أحدهم مقابل إخفاقه في علاج فنسنت، وقد نجح في ذلك عن طريق الطفل كول، أما الأمر الثاني فهو إخبارها بمدى حبه لها وبأنها أهم شيء في حياته.

التحميل download
شاهد الفيلم اون لاين من هنا

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

عبر عن رايك وشاركنا بيه رايك يهمنا ..
ولكن الرجاء الألتزام بأدب الحوار والابتعاد عن المشاحنات وعدم التطرق الى الامور التي تثير الكراهية