الأحد، 6 يناير 2013

اطفال ربتهم الحيوانات

هم أطفال شاءت الأقدار أن لا يتذوقوا طعم العاطفة الإنسانية، لم يجدوا حضن الأم والأب فغدت حياتهم صعبة وقاسية ... أطفال بعمر الزهور قامت على تربيتهم الحيوانات! .. من منا لم يسمع بطرزان ؟ .. ومن منا لم يشاهد ماوكلي الفتى الذي ربته الذئاب ؟ .. قد نسخر من تلك القصص .. طفل ربته الذئاب! .. يا له من شيء مضحك .. لكن الم نتساءل يوما عن حقيقة تلك القصص ؟ .. ألم يدفعنا الفضول للتفكير في إمكانية وجود أطفال نشئوا في البرية حقا من دون أي احتكاك بالبشر ؟ .. ستعرفون الجواب قريبا، وستعلمون بأن الحيوانات ربما تكون أكثر حنانا ورقة بالنسبة لبعض الناس من أبناء جلدتهم  .. تابعو القراءة وستصيبكم الدهشة من هذه قصص التي سنرويها لكم .. قصص قد لا تتخيلون حدوثها سوى في الأفلام الخيالية.

القصة الأولى : الطفل الغزال

انظرو الى حسن المعاملة! .. كيف يقيد بالحبال هل هذه حقوق الأنسان
حدثت هذه القصة في عام 1946، بطلها كان فتى عمره ما يقارب العشر سنوات، هذه القصة حدثت في الصحراء السورية العراقية، فبينما كان بعض الصيادين يحاولون صيد بعض الغزلان الصحراوية لفت نظرهم وجود إنسان عاري يركض مع الغزلان ويجاريها في السرعة.

أهمل الصيادون موضوع الغزلان ووضعوا الطفل نصب أعينهم واستمرت المطاردة لساعات، ولولا تدخل سيارة جيب عسكرية عراقية ما كانوا امسكوه.
تم تقييد يدي وقدمي الفتى وأخذ إلى دمشق حيث تم رميه في أحد دور الرعاية السيئة الصيت فهرب الفتى في عام  1955 إلى شوارع دمشق وتم استغلاله بطريقة مقرفة حيث كان يعطى بعض النقود، وهو حتى لا يعلم ما هي، لكي يسابق سيارة الأجرة. فالفتى كانت له بنية قوية جدا، وسرعة قدرها العلماء الغربيون بخمسين ميلا في الساعة .. غزال حقيقي ..
الفتى هرب من دار الرعاية كما أسلفت، وعندما تم القبض عليه تم منعه من الهرب مجددا، والطريقة التي تم منعه بها لن أقولها لكم لكي لا اجرح ضمائركم الحية، لكن يكفيني أن أقول لكم بأنها طريقة يندى لها الجبين .. وهكذا فقد انقطعت أخباره وأصبح مصيره مجهولا.
أخيرا فلا أحد يعلم على وجه الدقة لماذا عاش ذلك الفتى في البرية مع الغزلان، يقال بأن أهل الفتى نبذوه في الصحراء منذ مولده فتعهدت الغزلان تربيته .. ولو كانوا قد تركوه بين الغزلان لكان وضعه أفضل .. فالغزلان على ما يبدو أرحم بكثير من بعض القلوب البشرية التي تجردت من أية عاطفة ورحمة.

القصة الثانية :جون سسيبونيا

الطفل جون .. ربته القرود ..
هذه القصة حدثت في أوغندا عام 1991، وقد بدأت فصولها بالعثور على طفل في السادسة من عمره يعيش في الغابة مع القرود.
جون المسكين فر إلى الغابة حين كان في الثالثة من عمره، لم يحتمل قلبه الصغير المنظر المرعب حين رأى والده يقتل أمه فهرع الى الغابة وكأنه فقد الثقة بجنس البشر ..
طفل تقتل أمه أمام ناظريه .. ما أصعبه من موقف .. لكن رحمة الله أوسع من رحمة البشر، وقد قيضت للطفل المسكين رعاية نوع من القرود الأوغندية التي تدعى فيرفت، والتي بدلا من أن تقوم بقتله، كما تفعل القرود عادة مع أطفال البشر، قامت بضمه إلى مجموعتها وربته كأنه أحد أطفالها.
وبعد أن أمضى ثلاثة أعوام مع القرود تم إيجاد جون من قبل فتاة تدعى (مايلي) والتي فشلت بالإمساك به لوحدها فعادت وأحضرت معها رجال اقوياء .. وحتى مع وجود هؤلاء الرجال فأن مهمة الإمساك بجون لم تكن سهلة، إذ قاومهم جون واستبسلت القرود في  الدفاع عنه برمي العصي والحجارة على المهاجمين كما تفعل عادة عند الدفاع عن أحد أفراد مجموعتها. لكن برغم كل المقاومة التي أبدتها القرود تم الإمساك بجون في النهاية، وعلى العكس من القصة السابقة فقد تم الاعتناء بجون بطريقة جيدة وتلقى معاملة رائعة فجرى علاجه من فرط نمو الشعر في جميع أنحاء جسمه، ومن الديدان التي كانت تتطفل على أمعاءه.
وأخيرا قامت إحدى دور الرعاية الجيدة في أوغندا بتبنيه، وبالتدريج أعادوه إلى الطبيعة والبنية الإنسانية، فعلموه الكلام بعد أن كان أعجما كالحيوانات، ليس هذا فحسب .. فجون الذي كان يعيش ويصرخ مع القرود في الغابة أصبح اليوم يغني في جوقة لؤلؤة إفريقيا للأطفال.

القصة الثالثة : الفتى الطائر من روسيا

نشأ مع الطيور ..
عثر على هذا الفتى عام 2008 ، وكان في السابعة من عمره آنذاك. الغريب أن هذا الطفل وعلى العكس من أبطال قصصنا السابقة لم يظل طريقه في الغابة أو الصحراء .. بل ضاع في بيته!.
كانت أمه محبة للطيور، مدمنة على تربيتها، ماهرة في التعامل معها .. لكن تلك الأم  - والتي لا تستحق وصف الأم -  تعاملت مع ابنها معاملة الطيور، فالفتى منذ مولده وهو محتجز في العلية مع الطيور، كانت أمه توصل إليه طعامه
وغذاءه، لكنها لم تتحدث معه في حياتها، ولم تخرجه من المنزل .. الطفل المسكين لم يرى أبناء جلدته وأشرفت على تربيته  الطيور فتعلم لغتها ولم يتعلم لغة البشر ولم يعد يفكر كالبشر ..
انه طائر على شكل إنسان! ..



امالا وكاملا طفلتان ربتهما الذئاب

في أكتوبر 1920 ، وبينما كان سينج في رحلة تبشيريه أخبره أحد الفلاحين في قرية قوداموريتحا بوجود أناس مدهشون داخل الغابة . ومن أجل معاينة هذا الأمر قدم سينج إلى المكان المزعوم متخفيا عند الغروب ومن مرصده استطاع أن يلمح ثلاثة ذئاب وجروين وكائنتين إنسانيين " غريبي الخلقة " ، يمشيان على أربع، وهما يندفعان من حجر إلى آخر مع الذئاب . وقد تبين أن هذين الكائنين كانتا طفلتين متوحشتين ، وكانت إحداهما اصغر من الثانية بدرجة كبيرة.وكانتا عند خروجهما من المغارة يتصرفن كالذئاب تماما. حيث تقومان بإخراج راسيهما بحذر شديد أولا ثم تنطلقان وثبا إلى الخارج بسرعة مذهلة . ولما حاول أحد مرافقي سينج إطلاق النار عليهما منعه سينج حيث لاحظ سينج أن مرافقيه قد اصيبوا بحالة ذعر شديد وهذا ما دفعه إلى تشكيل فريق جديد من المتطوعين أكثر جرأة وثباتا . وعندما عاد سينج إلى المكان من جديد بنتاريخ 17 أكتوبر بصحبة فريقه الجديد شاهد اثنين من الذئاب الذكور المسنة تفرّ بعيدا عن المكان ، أما الذئبة فقد بقيت تدافع عن مدخل الجحر عن جرويها وعن الطفلتين البشريتين آمالا وكامالا حتى قتلت تحت وابل من السهام . وبعد موت الذئبة شاهد سينج داخل الجحر ذئبان وطفلان وقد التصق كل منهما بالآخر ، وعندما أحسوا بوجود سينج وجماعته تقوس الذئبان في موقف دفاعي ، في حين كانتا الطفلتان أكثر تهديدا وأكثر عدوانية وبعد القبض عليهما عهد بهما إلى أحد القرويين للعناية بهما. وعلى أثر ذهاب سينج ، أصيب هؤلاء القرويون بالخوف والهلع ففروا من القرية . ولما عاد سينج وجد الفتاتين في حبسهما مهملتين مهددتين بالموت جوعا وعطشاً . وبعد إكراههما على شرب الحليب ومعالجتهما لبضع أيام حُملتا على عربة يجرها ثور إلى مأوى الأيتام بميدنابور الذي يديره سينج.

لقد أطلق على الطفلة الصغرى " آمالا " وكان عمرها سنة ونصف ، وأطلق على الطفلة الكبرى " كامالا " وعمرها ثمانية سنوات ونصف، وهي طفلة عريضة المنكبين ، طويلة اليدين ، مستقيمة الظهر . وقد تصلبت عندهما بشرة الكفين والمرفقين والركبتين وأسفل القدمين ، وكان لساناهما يتدليان بين شفتين قرمزيتين غليظتين ومهدبتين، وكانتا تلهثان كالذئاب تماما وتف
ن فكيهما بطريقة تثير الخوف أحيانا. كانت الطفلتان تبديان مخاوف مرضية من الضوء وتعجزان عن الرؤيا في النهار ، بينما كانتا تحسنان المشاهدة في الليل ، وكانتا تقضيان يومهما في الظل تستلقيان ساكنتين إزاء حائط ، وفي الليل كنت تعويان بحزن وبصورة متكررة ، وكانت دائما تعبران عن رغبتها بالفرار . كانت فترة نوم الطفلتين قصيرة لا تتجاوز أربع ساعات لكل أربع وعشرين ساعة ، وفي التنقل من مكان لآخر كانتا تعتمدان المرفقين والرضفتين عند قطع المسافات القصيرة ببطء وباستعمال اليدين والقدمين عند التحول إلى أماكن ابعد وعند العدو سريعا .


ختاما
من قال بأن الحيوانات لا تفهم ؟ .. ومن قال بأنها ملبدة الحس وخالية من الشعور ؟ .. ألم تكن أرحم على أطفال البشر من البشر أنفسهم ؟ .. أنظر إلى هذه القصص جيدا وتمعن في حكمة الخالق .. إنها معجزة ربانية .. قد لا تدركها عزيزي القارئ لأنك ربما لم ترزق بأطفال ولا تعلم جيدا ماهية تربيتهم .. لكن كل أم غيورة ستدرك فورا حجم الإعجاز في هذه القصص .. لأنها تعلم علم اليقين كم هي مرهقة ودقيقة وحساسة عملية تربية الأطفال ورعايتهم حتى يبلغوا أشدهم، وتدرك حتما حجم الظلم الذي تعرض له هؤلاء المساكين الصغار الذين كنت أروم كتابة المزيد من قصصهم لولا ضيق الوقت .. لكني أعدكم بكتابة المزيد في وقت قادم إن شاء الله  .

المصادر:
................

- ويكيبيديا الموسوعة الحرة
- بعض المنتديات

هناك 4 تعليقات :

  1. منذر المصري30 مارس 2013 في 9:41 ص

    قصص أكثر من رائعه ولكن ..... محزنة بعض الشيء.
    وللعلم فـإن الحيوانات أكثر رأفةً و رقة و حناناً من بعض الحيوانات

    ردحذف
  2. منذر المصري30 مارس 2013 في 10:09 ص

    إلا من رحم ربي

    ردحذف
  3. صح معاك حق يامنذر بس بردو تحس الحيوانات اتوحشت بشوف الحيوانات الكبيرة بتقعد تضرب الحيوانات الصغيرة

    ردحذف
  4. قادر يا الله

    ردحذف

عبر عن رايك وشاركنا بيه رايك يهمنا ..
ولكن الرجاء الألتزام بأدب الحوار والابتعاد عن المشاحنات وعدم التطرق الى الامور التي تثير الكراهية