الجمعة، 23 نوفمبر 2012

منزل ليمب المسكون

لعشرات السنين، ظل كل شيء كما هو في ذلك المنزل الكبير، الأثاث العتيق، طقم الفضيات المغبر، اللوحات الزيتية الباهتة، الستائر الكئيبة .. كل شيء .. حتى الصمت الثقيل .. هو هو .. لم يتغير لعقود ولم يعكر صفوه سوى ذلك الصوت الرتيب لبندول الساعة الخشبية القديمة وهو يطارد الثواني واللحظات بلا ملل أو كلل. مطاردة لم تعد تعني شيئا بالنسبة لساكني الدار. فقد رحلوا منذ أمد بعيد ولم يتركوا ورائهم سوى الصمت والظلام ورائحة الموت التي تعطر جنبات المكان.


لكن الأحوال تغيرت مؤخرا، فالمالك الجديد قرر استثمار المنزل في مشروع تجاري أملا في أن يجذب تاريخه الطويل وماضيه العريق الزبائن إليه، فقام بتحويل الطابق الأرضي إلى مطعم لتقديم الفطور والغداء، لكن سرعان ما خابت آماله، فالزبائن قليلون، أغلبهم يأتون لمرة واحدة ولا يعودون. فعلاوة على جو الكآبة الطاغي على المكان، تحدث من حين لآخر أمور مخيفة تدفع الزبائن إلى الفرار حتى قبل إنهاء طعامهم .. أبواب وشبابيك تغلق وتفتح من تلقاء نفسها .. كؤوس وصحون تطير وتطفو في الهواء! .. أصابع خفية تعزف على البيانو .. صرخات طفل مفزعة قادمة من مكان مجهول .. سيدة جميلة ترتدي ثوبا بنفسجيا قديم الطراز، وتحمل حقائب بنفسجية، تنزل السلم على عجل من الطابق العلوي وهي تبكي، تسير نحو الباب كأنها تروم المغادرة لكنها تختفي وتتلاشى فجأة قبل أن تصل إليه. أما أكثر ما يفزع في تلك الدار فهو صوت طلق ناري يدوي فجأة قادما من الغرفة التي تقع فوق سلم البهو، يلي ذلك وقع خطوات لأشخاص غير مرئيين كأنهم يصعدون السلم على عجل، ثم طرقات قوية ومتوالية على باب الغرفة مصدر الصوت، قبل أن يغرق المكان بالصمت مرة أخرى كأن شيئا لم يحدث!.
- ما الذي يحدث في هذا المنزل .. هل حقا تحدث أمور غريبة هنا ؟ .. تساءل الصحفي بفضول وهو يتناول طعامه ويجول ببصره متفحصا أرجاء المكان الخالي من الزبائن سواه، فنظر أليه مالك المنزل بأسى وأجابه بشيء من الحدة المشوبة بالحزن : أنها أشباح الماضي البغيض .. لعنة قديمة تأبى أن تغادر جدران هذا المكان .. ويبدو بأنها ستطاردني أنا أيضا فقد أوشكت على الإفلاس بسببها.
الصحفي :- لعنة قديمة .. لابد وأنك تمزح .. لا توجد مثل هذه الأمور إلا في قصص الأطفال الخيالية.
المالك :- أنت محق طبعا في عدم تصديقك .. فأنت لا تعلم ما الذي جرى هنا.
الصحفي :- وما الذي جرى يا سيدي .. أخبرني رجاءا.
المالك :- إنها قصة طويلة ومفجعة.
الصحفي :- وماذا ورائنا ؟! .. مطعمك خال من الزبائن وأنا لست على عجلة من أمري ..

برميل الجعة الألماني

الكهف الذي كان آل ليمب يخزنون فيه جعتهم
مالك المنزل أستل كرسيا من تحت الطاولة ثم جلس إلى جوار الصحفي ومضى يسرد قصة المنزل :- كل شيء بدأ عام 1838، حينما هاجر آدم ليمب من ألمانيا نحو أرض الأحلام أمريكا. وقد انتهى المطاف بالسيد ليمب إلى هنا .. إلى مدينة سانت لويس في نيويورك .. حيث أفتتح دكان بقالة صغير لبيع الأطعمة والحلوى والخمور .. علاوة على الجعة التي كان يصنعها بنفسه في منزله والتي لاقت رواجا كبيرا. فهي جعة ألمانية خفيفة كان مذاقها مختلف تماما عن الجعة الانجليزية، وكانت تباع باردة حتى في فصل الصيف الحار، وهي ميزة كبيرة في زمن لم يكن الناس يعرفون فيه شيئا عن الثلاجة ووسائل التبريد الحديثة. ويكمن سر برودة جعة ليمب في كهف بارد يقع أسفل المدينة أستعمله آدم ليمب لتخزين براميل الجعة. وقد دفعه رواج بضاعته إلى التخلي عن دكان البقالة والتفرغ تماما لصناعة الجعة.
الصحفي :– يا له من حظ وإقبال!.
المالك :– صحيح .. لكن لا شيء يدوم إلى الأبد .. فآدم ليمب مات في عام 1862 تاركا لأبنه الوحيد وليم ثروة طائلة وصناعة مزدهرة. وقد أثبت الابن جدارته بتركة أبيه، فعلى عهده لم تعد جعة ليمب معروفة على مستوى سانت لويس فحسب، بل صارت من الماركات المرغوبة والمطلوبة على مستوى البلاد بأسرها، ولتدارك الطلب الكبير أفتتح وليم مصنعا كبيرا للجعة في سانت لويس. كما شيد لنفسه عام 1862 قصرا فاخرا بالقرب من كهف التخزين وجعل بينهما دهليزا طويلا يمر تحت الأرض، فكان ينتقل ما بين منزله والكهف عبر ذلك الدهليز من دون الحاجة لسلوك طرقات المدينة المزدحمة.
الصحفي :– هل تقصد بالقصر الفاخر هذا المنزل القديم الذي نجلس فيه الآن ؟.
المالك :– نعم ..ففي ذلك الزمان كان هذا المنزل يعد من أجمل قصور سانت لويس.
الصحفي :– وهل الدهليز الأرضي موجود حتى الآن ؟
المالك :– كلا .. لقد أغلقته شركة الصرف الصحي منذ زمن بعيد.
الصحفي :– طيب فلنعد إلى قصتنا .. ماذا حدث بعد ذلك ؟.
وليم ليمب الكبير
المالك :- وليم ليمب كان لديه أربعة أبناء وبنت واحدة، أكبرهم يدعى وليم أيضا، ويعرف بأسم وليم الصغير تميزا له عن والده. لكن أقرب الأبناء وأحبهم إلى قلب السيد ليمب كان ابنه الثاني، فردريك، والذي كان مرشحا لوراثة المنزل والمصنع. غير أن يد الأقدار امتدت إلى فردريك سريعا فاستلت روحه عام 1901 على أثر أزمة قلبية حادة، كان يبلغ  28 عاما فقط. وبموته تغيرت حياة وليم ليمب تماما، أصبح كئيبا وحاد المزاج، صار يتحاشى الناس ممضيا أيامه ولياليه وحيدا غارقا في أحزانه. وفي النهاية قام بوضع حد لحياته بنفسه. حدث ذلك في الساعة العاشرة والربع من صباح يوم 13 شباط / فبراير عام 1904 ، كان أفراد العائلة يتناولون إفطارهم هنا في هذا البهو الكبير حين تناهى إلى سمعهم فجأة صوت إطلاق نار قادم من حجرة والدهم الواقعة فوق السلم مباشرة.
الصحفي :– هل تعني تلك الغرفة التي عليها قفل كبير ؟
المالك :– نعم .. إنها هي .. وبعد أن سمعوا صوت إطلاق النار هرع الأبناء إلى حجرة والدهم مسرعين، طرقوا الباب كثيرا لكن أحدا لم يجبهم فكسروه، وفي الداخل كان والدهم ممددا على سريره والدماء تسيل من رأسه، كان ممسكا بيده مسدسا من عيار 38 .. لقد انتحر ..
الصحفي :– لكن لماذا قمت أنت بوضع ذلك القفل الكبير على باب الحجرة ؟.
المالك – منذ أن افتتحت هذا المكان، وفي مناسبات عدة، سمعنا أنا وعمالي والزبائن صوت إطلاق نار مصدره تلك الغرفة .. يليه وقع خطى لأشخاص غير مرئيين يصعدون السلم ويطرقون الباب مرارا .. ثم الباب يفتح ويغلق من تلقاء نفسه .. كان ذلك يسبب الفزع للجميع .. للزبائن خصوصا .. لذا قمت بوضع قفل كبير على الباب.
الصحفي :– هذا شيء لا يصدق يا سيدي!.
المالك :– لا تعجب يا سيدي .. فصوت الرصاص لا يأتي من تلك الغرفة فقط .. بل يتردد بصورة غامضة في العديد من حجرات هذا المنزل .. وستعرف السبب عما قريب حين أكمل حكايتي.

سيدة البنفسج والطفل القرد

وليم ليمب الصغير
المالك :– بعد انتحار وليم ليمب الأب آلت الثروة والمصنع إلى ابنه البكر، وليم ليمب الصغير، الذي سرعان ما أنتقل مع زوجته للعيش في القصر بعد أن حول جزءا من الطابق الأرضي إلى مكتب لإدارة إعماله. وفي نفس تلك السنة، أبتكر وليم الصغير ماركة جعة جديدة أطلق عليها أسم فلاستاف (Falstaff ) سرعان ما اكتسحت السوق الأمريكية وصارت تباع بالملايين. ويقال بأن وليم الصغير بلغ من الثراء درجة أصبح معها يعطي زوجته يوميا مبلغ ألف دولار – زهاء مليون دولار بحساب اليوم – ويشترط عليها أن لا تعود إلى المنزل حتى تنفقه عن آخره!.
الصحفي :– ياله من إسراف وجنون! .. هل كان مختلا ؟.
المالك :– كلا يا عزيزي .. كان في غاية الرزانة والذكاء لكن المال مسخ روحه وعقله بالتدريج.
الصحفي :– وماذا عن زوجته .. لقد سمعت الكثير من القصص عنها.
المالك :– آه .. تقصد سيدة البنفسج (Lavender Lady ).
الصحفي :– نعم يا سيدي .. لكن أخبرني أولا لماذا أطلقوا عليها هذا الاسم ؟.
سيدة البنفسج .. ليليان هاندلان
المالك :- بسبب ولعها العجيب باللون البنفسجي، فملابسها ومجوهراتها وغرفة نومها وأثاثها وحتى عربتها كلها كانت باللون البنفسجي. أسمها الحقيقي هو ليليان هاندلان وقد تزوجها وليم الصغير عام 1899 وله منها أبن وحيد أسمه وليم أيضا ويدعى وليم الثالث تمييزا له عن أباه وجده. كان وليم الصغير يحب زوجته حبا جما .. لكنه تغير كثيرا بعد أن هبطت عليه الثروة .. أصبح زير نساء وأصيب بجنون العظمة، صار يبذر المال من دون حساب، حتى أنه شيد مسرحا كبيرا في كهف التخزين وأجرى فيه انهارا ونافورات من الجعة. صار قاسيا مع زوجته، يضربها ويعنفها لأتفه الأسباب، فطلبت منه الطلاق ووقفت أمام القاضي في المحكمة بثوب اسود اللون .. كانت تلك هي المرة الوحيدة التي ترتدي فيها ثوبا لا يكون لونه بنفسجيا .. وقد حصلت على الطلاق عام 1908  كما حصلت على حضانة أبنها .. المسكينة عانت كثيرا في هذا المنزل.
الصحفي وهو يهز رأسه بأسى :– أشعر بالحزن من أجل تلك السيدة الجميلة .. أتخيلها ترفل بثوبها البنفسجي في هذا البهو الكبير.
المالك همسا :– لا تتخيل كثيرا يا سيدي .. فشبحها الحزين يظهر بالفعل في هذا البهو من حين لآخر.
الصحفي بصوت خفيض :– وماذا حصل لأبنها الوحيد؟.
المالك :– تقصد وليم الثالث .. لقد مات في سن مبكرة يا سيدي .. قبل أن يتم عامه الأربعين.
الصحفي :– وهل كان الابن الوحيد لوالده ؟.
وليم ليمب الثالث .. مات شابا
المالك :– رسميا نعم .. لكن في الحقيقة كان هناك أبن آخر لا يعلم الناس عنه شيئا .. طفل غير شرعي أنجبه وليم الصغير من إحدى عشيقاته، كان طفلا متخلفا عقليا، ومن أجل تفادي الفضيحة قام أبوه بحبسه في علية المنزل، كانت صرخاته المرعبة تثير فزع ليليان والخدم، لكن أحدا لم يجرؤ على دخول العلية لرؤيته، باستثناء خادمة عجوز كانت مكلفة بالعناية به، ويقال بأن الطفل مات بعد ذلك بسنوات ودفن سرا في حديقة المنزل من دون أن يعلم الناس شيئا عنه، فهو لم يكن مسجلا في أية وثيقة رسمية .. عمليا لم يكن له وجود أبدا.
الصحفي :– طيب كيف علم الناس بوجود هذا الطفل إذا كان أحدا لم يره ؟.
المالك :– ليليان والخدم تحدثوا لاحقا عن صراخه وبكاءه القادم من العلية .. أطلقوا عليه أسم الطفل القرد .. ويقال بأن الخادمة العجوز التي كانت مكلفة بالعناية به اعترفت بوجوده وهي على فراش الموت .. وفوق هذا كله يا سيدي فأن شبحه مازال يسكن هنا.
الصحفي :– ماذا؟ .. شبحه!.
احدى غرف منزل ليمب
المالك :– نعم يا سيدي .. بكاءه وصراخه مازال يتردد في المكان من حين لآخر .. ولقد رآه أحد عمالي بعينه .. حدث ذلك قبل عدة أشهر حين أرسلته لتنظيف العلية .. حيث شاهد ولدا قذرا في السادسة أو السابعة من العمر يجلس في زاوية الغرفة وهو يبكي بحرقة .. كان متخلفا عقليا ولقد أصيب العامل بالفزع لرؤيته فراح يصرخ بهستيرية ..  وحين هرعنا أليه كان الطفل قد اختفى .. مسكين ذلك العامل .. لقد ترك العمل حتى من دون أن يأخذ أجرته .. ولم أره مرة أخرى.
الصحفي مبتسما :–  وأنا أيضا قد أفر هاربا من دون دفع الأجرة .. فلقد انتصب شعر رأسي من الخوف.
المالك :– لا بأس يا عزيزي .. لقد تعودنا على ذلك .. فالكثير من الزبائن يغادرون قبل إنهاء طعامهم .. الم اقل لك بأن هذا المنزل سيجعلني أشهر إفلاسي.

حظر الخمور .. بداية النهاية

الصحفي :– طيب ماذا حدث لوليم الصغير بعد كل هذه المآسي؟.
جعة فلاستاف .. كانت يوما ما الاولى في امريكا .. وقد اغلق خط الانتاج نهائيا عام 2005 بسبب قلة المبيعات
المالك :– تجارة الجعة تعرضت لأزمات كبيرة مع بداية العقد الثاني من القرن العشرين، زادت المنافسة على السوق بشكل ملحوظ مع نشوب الحرب العالمية الأولى، ولأن السيد وليم الصغير كان مشغولا بحفلاته الماجنة لذا لم يقم طبعا بتحديث مصنعه لمواكبة العصر .. والنتيجة كانت تراجع حاد في مبيعات جعة فلاستاف .. ثم جاءت الضربة القاصمة عام 1920 مع دخول قانون حظر الخمور حيز التنفيذ في أمريكا .. فخلال أشهر قليلة فقط أغلق المصنع أبوابه وسرح جميع عماله .. ثم انتهى كل شيء رسميا حين قام السيد وليم ببيع المصنع وعلامة فلاستاف التجارية بأبخس الأثمان.
الصحفي :– نهاية مأساوية حقا.
المالك :– كلا .. ليست النهاية يا سيدي .. بل بداية النهاية فقط .. ففي نفس ذلك العام وقعت مأساة فظيعة لشقيقة السيد وليم .. السيدة إليسا ليمب .. كانت شابة تعيسة عانت كثيرا بسبب خلافاتها المستمرة مع زوجها.
الصحفي :– رجاءا لا تقل بأنها انتحرت بإطلاق النار على نفسها!.
المالك :– لكن هذا هو ما حدث بالضبط يا سيدي .. فتماما مثل أبيها .. استيقظت السيدة إليسا صباحا وهي في مزاج سيء.. وقبل أن تغادر سريرها قامت بإطلاق النار على رأسها من مسدس عيار 38.
الصحفي :– غريب جدا .. كأنها لعنة تطارد عائلة ليمب .. الموت مبكرا أو انتحارا ..
مسدس عيار 38 .. المفضل لدى العائلة ..
المالك :– صحيح يا سيدي .. لكن الغرابة لا تنتهي هنا .. إذ بعد طلاق زوجته وإغلاق مصنعه وانتحار شقيقته ووفاة والدته بالسرطان .. أصبح السيد وليم الصغير قليل الكلام .. كثير الشرود .. لم يعد يخرج من منزله .. أضحى حزينا يقضي وقته وحيدا في مكتبه .. وفي صباح يوم 29 كانون الأول / ديسمبر عام 1922 أطلق النار على رأسه من مسدس عيار 38 أثناء جلوسه في مكتبه.
الصحفي :– هذا لا يعقل يا سيدي! .. ثلاثة من نفس العائلة يموتون جميعهم انتحارا وبنفس الطريقة ..
المالك :– ليسوا ثلاثة يا عزيزي .. بل أربعة ..
الصحفي :– ماذا !! .. هل هناك شخص آخر انتحر في هذا المنزل ؟
المالك :– بعد انتحار وليم الصغير ظل المنزل فارغا لفترة .. ثم سكنه شقيقه وليم الأصغر .. جارلز ليمب .. كان رجلا اعزبا لم يتزوج قط، عاش في المنزل مع كلبه وخادمان عجوزان متزوجان من بعض. كان جارلز انطوائيا وغريب الأطوار .. فحتى وصيته التي كتبها في عام 1941 لم تكن طبيعية .. إذ أوصى بأن تنقل جثته فور موته إلى محرقة الجنائز، وان لا يتم تغسيله ولا تغيير ملابسه، ولا تقام له أي جنازة أو تأبين ولا ينشر خبر نعيه في الصحف، طلب أن تحرق جثته على الفور ثم يدفن رمادها في مزرعته .. وبعد ذلك بثمانية أعوام .. في عام 1949 .. انتحر جارلز ليمب في هذا المنزل .. أطلق النار على كلبه أولا في القبو ثم صعد إلى غرفته ووضع رصاصة النهاية في رأسه من مسدس عيار 38 .. تاركا خلفه قصاصة صغيرة مكتوب عليها التالي : "في حال عثرتم على جثتي مقتولا فلا تلوموا أحدا غيري .. التوقيع جارلز ليمب".
الصحفي :– هذه أغرب حكاية سمعتها في حياتي يا سيدي .. كيف لعائلة كاملة أن تنقرض بنفس الصورة والأسلوب!.
غرفة الطعام داخل المنزل حاليا
المالك :– في الحقيقة .. ولكي نكون دقيقين .. يجب أن أذكر بأن هناك شقيق آخر يدعى ادوين ليمب.. لم يمت منتحرا ، بل عاش طويلا حتى بلغ التسعين من عمره .. وهو الذي باع هذا منزل بعد انتحار شقيقه جارلز عام 1949 .. ثم أمضى حياته وحيدا في مزرعته، لم يتزوج قط ولم يخلو هو أيضا من غرابة الأطوار، إذ أوصى بأن يتم حرق جميع لوحات وممتلكات عائلته بعد موته مباشرة.
الصحفي :– لا ادري ماذا أقول يا سيدي .. أنها حكاية غريبة وحزينة ومؤثرة .. أظن بأن هناك لعنة ما طاردت عائلة ليمب ودمرت حياتهم ..  
المالك :– الأمر كذلك بالفعل يا سيدي .. لكن لا تشغل بالك .. أرجوا أن تستمتع بإنهاء وجبتك .. هل تريد أن اجلب لك مزيدا من الشراب ؟.
الصحفي منتبها :- كلا رجاءا لا تتركني وحيدا في هذا المكان الموحش المليء بالأشباح .. لقد اكتفيت يا سيدي .. كم هو الحساب رجاءا ..
وسرعان ما لملم الصحفي أوراقه وارتدى معطفه ثم غادر على عجل تاركا وراءه منزل عائلة ليمب المسكون ليغرق في ظلامه وأحزانه وذكرياته المريرة. أما مالك المنزل فقد باعه بعد فترة وجيزة لزوجين قررا استثماره بتحويله إلى فندق .. وأبوابه اليوم مفتوحة لاستقبال الزبائن الباحثين عن الإثارة والأدرينالين .. فما رأيك أن تمضي ليلة هناك عزيزي القارئ ؟ .. ستكون حتما ليلة لا تنسى.

هناك تعليق واحد :

  1. اهلا

    بيت ليمب او بالاحرى قصر عائلة ليمب

    انا بالكاد احزن من عائلة ليمب هذه

    فان كنت ستنتحر يوما وقررت الذهاب لعالم اخر غير عالمنا فتذكر شيئيين وهما

    الا تترك بيتك خاليا فلتبعه لاشخاص قبل موتك

    ولا تترك ابواك يحزنان فقلهما ساخرج خارج المنزل قليلا

    وهذه اهم الاشياء

    فانا لا ولن انتحر بعمري

    فالحاية ان ذهبت فلن ترج والبيت فان باع فلن يسترد

    فكن منتبها لنفسك ولا تترك بيتك ورائك يحزن بغيابك يبكي بوادعك يمضي مجمدا بمكانه ولا يستقبل اناس غيرك

    فالبيت الذي لعائلة ليمب كان بيت حزين فاصاحبه ماتو انتحارا لكن فرد منهم لم يمت منحرا

    فان غاب اصحاب البيت ولم يعودو فاشباحهم تبقى في البيت فان دخل شخص منزل لا يعرفه وهذا المنزل اصاحبه مخفييون فاشباح البيت تخيف الزائر وتطرده ويعني ان البيت لا يريد بشر غير اصحابه

    فلا تكن كغيرك فكن نفسك ولا تدع منزلك خاليا بكأبة وحزن فاجعل بيتك مليئ بالسعادة والفرح والمرح

    فعندما قرئت هذا المقال شعرت بان عائلة ليمب ماتو في منزلهم ولم ياغدروه وهم بهذا احبو منزلهم وارواحهم اقصد اشباحهم موجودة في بيتهم ولم تغادره

    وشكرا لكم على هذا المقال

    سلمت يمناكم

    مع السلامه

    ردحذف

عبر عن رايك وشاركنا بيه رايك يهمنا ..
ولكن الرجاء الألتزام بأدب الحوار والابتعاد عن المشاحنات وعدم التطرق الى الامور التي تثير الكراهية